خطبة عيد الأضحى ١٤٣٧
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، توجهت له القلوب حبا وإقبالا، وخضعت له الرقاب عبودية وإجلالا، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وإمام الحنفاء الموحدين، وعلى آله وأصحابه المجاهدين الفاتحين.
أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى..
الله أكبر..
نحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أن بلغنا هذا اليوم العظيم، يوم الحج الأكبر، يوم النحر، يوم الطاعات والقُربات، يوم إعلان ذكر الله تعالى وشعائره..
لقد من الله علينا بشهود أول هذا الشهر الفضيل، وشهدنا بالأمس يوم عرفات، يوم المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وها نحن اليوم نشهد عيد الأضحى خير أيام العام، يومٌ يقوم فيه حجاج بيت الله الحرام بأكثر أفعال الحج، يحمدون الله ويكبرونه على نعمائه، ويفرح فيه المسلمون بعامة بفضل الله ورحمته، يتسامحون ويتحابون ويتواصلون، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
الله أكبر..
لقد أنزل الله تعالى آدم إلى هذه الأرض، وجعل له ذرية يتكاثرون فيها، لكنه لم يتركهم هملا، ولم يدعهم فيها يظلم بعضهم بعضا بغير يوم يرجعون فيه إلى الحَكَم العدل، أرسل إليهم رسله تترى، بعث في كل أمة رسولا يأمر بطاعة الله وتوحيده والخضوع لجلاله، يحذرهم من عواقب إسخاطه في الدنيا والآخرة، فلا زالت الأنبياء تُبعث إلى البشرية، فمصدق ناصر للأنبياء، ومكذب هالك في الدنيا والآخرة، إلى أن جاءت فترة خلت من الرسل، فيها بقايا قليلة من الهدى، مع بقايا كثيرة محرفة من كتب أهل الكتاب، أشرك الناس بربهم، وتحاكموا إلى غير شريعته.. بغى بعضهم على بعض، وظلم بعضهم بعضا.. حتى بعث الله لهم بآخر أنبيائه ورسله، أيده بالمعجزات، وأرسله بالحجج والبراهين والبينات، ففتح الله به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.
الله أكبر..
لقد ترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الأمة على المحجة البيضاء الواضحة، والملة المستقيمة الناصحة، بين الحلال والحرام، ولم يمت عليه الصلاة والسلام إلا وقد بين كل كبيرة وصغيرة في دين الله سبحانه.
الله أكبر..
لقد قدر الله سبحانه -لحكم كثيرة- وجود المفسدين والمجرمين الذين يحاولون دائما تحريف دين الله تعالى، كل بحسب رغبته وشهوته، كل يزعم أنه مغترف من معين الدين، وفي واقع الأمر ما هو إلا مغترف من مستنقع هواه، ووحل شهوته وطغواه، إلا أن الله تعالى قد تكفل الله سبحانه بحفظ هذا الدين، فيسر له من يدافع عنه في كل مكان وحين، يردون عنه عبث العابثين، ولهو المبطلين.
الله أكبر..
لقد حاول أعداء الدين هزيمة دين الإسلام عن طريق القتل والتضييق والسجن والحصار، فما نالوا من عزيمة، وما خلخلوا عقيدة، وما رأوا إلا أجسادا تحن إلى الدماء، ونفوسا تشتاق للقاء باريها.. حتى راحوا يبثون فينا من بني جلدتنا من يعادي هذا الدين ويكيد له تحت شعارات براقة، يرفعون شعار الخوف عن الدين من التحريف، مقتدين بإمام الطغاة فرعون لما قال عن موسى: (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد).. فتسلحوا عباد الله بهذا الدين، وتمسكوا بثوابته، ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
واعلموا أن هذا الدين منصور رغم أنوف المجرمين، وظاهر ولو كره الكافرون، منصور بنا أو بغيرنا ولو بعد حين.
(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)
الثانية
هذا اليوم يوم عظيم مبارك، فاغتنموا من بركاته، وتسابقوا إلـ خيراته، وإن التسامح بين المسلمين، وعفو بعضهم عن بعض، وإزالة الأحقاد والضغائن من أهم ما يجلب للمسلم الأجور والحسنات، فتراحموا عباد الله فإن التراحم من صفات عباد الله الصالحين كما قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقال:«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم». وعن عبد الله بن عمرو قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان» قالوا: فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد».
هذا اليوم يوم عظيم مبارك، فاغتنموا من بركاته، وتسابقوا إلـ خيراته، وإن التسامح بين المسلمين، وعفو بعضهم عن بعض، وإزالة الأحقاد والضغائن من أهم ما يجلب للمسلم الأجور والحسنات، فتراحموا عباد الله فإن التراحم من صفات عباد الله الصالحين كما قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقال:«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم». وعن عبد الله بن عمرو قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان» قالوا: فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد».
الله أكبر..
عليكم ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الأيتام، وذلك عمل يعجِّل الله ثوابه في الدنيا مع ما يدخر الله لصاحبه في الآخرة من حسن الثواب، كما أن العقوق والقطيعة ومنع الخير مما يعجل الله عقوبته في الدنيا، مع ما يؤجل لصاحبه في الآخرة من أليم العقاب.
وإياكم ومعصية الله سبحانه، امنعوا نساءكم وبناتكم من التبرج والتساهل في الحجاب في هذه الأيام، ذكروهن وعظوهن فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك.
اللهم أعنا على ذكرك….. اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل…..
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا…..وارقنا شفاعة نبيك ومرافقته في الجنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق