نساء عظيمات في الإسلام
كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت صلاة الفجر؛ لتريه أسوار القسطنطينية وتقول له: "أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار، اسمك محمد كما قال رسول الله ﷺ"، والطفل الصغير يقول: "كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة ؟!" فتقول بحكمة: "بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس".
هذا مثال للأم المسلمة العظمية التي طالما كانت سببا في إنتاج العلماء والعظماء والقادة.. الأم هي الحاضنة التي تحتضن ذلك القائد قبل أن يصير قائدا، عندما كان صغيرا يبكي، عندما كان يتعلق بأمه متلهفا إلى حنانها، محدقا في عينيها، كانت هي التي تعطيه الحنان، وتترفق به، تعطيه مع حنانها جرعات من الرجولة والحكمة، حتى يكبر، وينطلق من تلك الحاضنة ليعلم الناس، ليواجه الحياة، ليبني الحياة، ويهدم حصون الكفر على رؤوس أهله.
لذلك فقد اعتنى الإسلام بالمرأة عناية خاصة، لأنها سبب رئيس في بناء الحضارات، وصناعة الأمم… لم تكن أم محمد الفاتح حالة نادرة في التاريخ الإسلامي، بل كان هذا أمرا شائعا بين الناس، لأن أمة الإسلام كانت تدرك أهمية تلك الحاضنة التي تخرج الأبطال والعلماء والأمراء، هي المصنع الذي ينتج الرجال.. ها هي الخنساء، وهي امرأة عاصرت الجاهلية والإسلام، أما في الجاهلية فقتل أخوها صخر، فملأت الدنيا بكاء وشعرا وحزنا لفقده، وأما في الإسلام فقدمت أربعة من فلاذات كبدها قربانا إلى الله سبحانه، قدمتهم دفعة واحدة في معركة القادسية، لما خرجوا إلى المعركة أوصتهم فقالت: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنتُ حسبكم، وما غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية.
اصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارًا على أوراقها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة.. ففعلوا ما أمرتهم به من الإقدام والبسالة في الجهاد، فاستشهدوا جميعا في هذه المعركة، وما كان منها إلا الصبر والاحتساب.
عبد الرحمن الناصر الذي ولي الأندلس وهي ولاية تميد بالفتن، وتشرق بالدماء، فنظم أمورها وأحكم تسييرها. ثم أمعن بعد ذلك في قلب فرنسا وتغلغل في أحشاء سويسرا، وضم أطراف إيطاليا، إلى أن أصبحت قرطبة مقر خلافة يحتكم إليها عواهل أوروبا وملوكها، ويختلف إلى معاهدها علماء الأمم وفلاسفتها.
وسر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيماً.
وسر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيماً.
وأما إنتاج الأمهات المسلمات للعلماء والأئمة فحدث ولا حرج..
ها هي والدة الإمام سفيان الثوري، فقيه العرب ومحدثهم وأمير المؤمنين في الحديث، تكفلت أمه بتربيته والإنفاق عليه فكان ثمرتهـا. فقالت له: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي".
بل والأكثر من ذلك، أنها كانت تتعهده بالنصح والوعظ لتحضه علي تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: "أي بني، إذا كتبت عشرة أحـرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك".
وها هي أم الإمـام مالك بن أنس، امرأة عظمية، يقول الإمام مالك عن أمه: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وتقول: "يا بني! ائت مجلس ربيعة؛ فتعلم مِن سمته وأدبه، قبل أن تتعلم مِن حديثه وفقهه".
أم الإمـام الشافعي.. مات والد الإمام الشافعي، فكان وفاء الأم أن تجعل الابن محمد بن إدريس الشافعي إمامًا، فأخذته من غزة إلي مكة وهناك تعلم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات، ثم أرسلته إلي البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم تعلمه الفروسية والرماية فكان يضرب مائة رمية لا يُخطئ منها واحدة، لم تترك الأمور تسير حسب الظروف، وإنما قرارات تربوية، وأجازه الإمام مالك للفتوى وهو في الخامسة عشر من عمره!.. لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها يوما، وقالت له: "أي بني عاهدني على الصدق"، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكاً ومنهاجاً.
أم الإمام أحمد بن حنبل.. مات زوجها محمد بن حنبل شابا في الثلاثين، وهي كانت دون الثلاثين، ورغم ذلك لم ترض بالزواج، وإنما أرادت أن تملأ على ولدها حياته حنانا وأنسا، فأهدت إلى دُنيا المؤمنين، وعالم الموحدين إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
والدة الإمـام البخـاري.. نشأ البخاري يتيمـا في كنف أمه، لتقوم بتربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء وتدفعه للعلم والصلاح، وترحل به في سن السادسة عشر إلي مكة للحج، ثم تتركه هناك وترجع ليطلب العلم بلسان قومه، ليرجع البخاري أمير أهل الحديث، ذلك الذي يقول عنه أستاذه: "ليس أحد أفضل منه!".
هذه أمثلة فقط، وما أكثر القصص التي تبين أن دين الإسلام دين يعتني بالمرأة، اعتنى بالمرأة عندما كان الغرب يعتبرها مخلوقا شريرا، أعطى المرأة حقوقها لما كان الغرب يسبلها حقها.. المسلمون ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم كيف يكومون المرأة، وكيف يعطونها حقها، لأنهم لا ينطلقون في التعامل مع المرأة من مبادئ أرضية، ولا رغبات شهوانية، إنما ينطلقون من نصوص الشرع الحكيم، وهدي الإسلام القويم.
بل والأكثر من ذلك، أنها كانت تتعهده بالنصح والوعظ لتحضه علي تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: "أي بني، إذا كتبت عشرة أحـرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك".
وها هي أم الإمـام مالك بن أنس، امرأة عظمية، يقول الإمام مالك عن أمه: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وتقول: "يا بني! ائت مجلس ربيعة؛ فتعلم مِن سمته وأدبه، قبل أن تتعلم مِن حديثه وفقهه".
أم الإمـام الشافعي.. مات والد الإمام الشافعي، فكان وفاء الأم أن تجعل الابن محمد بن إدريس الشافعي إمامًا، فأخذته من غزة إلي مكة وهناك تعلم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات، ثم أرسلته إلي البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم تعلمه الفروسية والرماية فكان يضرب مائة رمية لا يُخطئ منها واحدة، لم تترك الأمور تسير حسب الظروف، وإنما قرارات تربوية، وأجازه الإمام مالك للفتوى وهو في الخامسة عشر من عمره!.. لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها يوما، وقالت له: "أي بني عاهدني على الصدق"، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكاً ومنهاجاً.
أم الإمام أحمد بن حنبل.. مات زوجها محمد بن حنبل شابا في الثلاثين، وهي كانت دون الثلاثين، ورغم ذلك لم ترض بالزواج، وإنما أرادت أن تملأ على ولدها حياته حنانا وأنسا، فأهدت إلى دُنيا المؤمنين، وعالم الموحدين إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
والدة الإمـام البخـاري.. نشأ البخاري يتيمـا في كنف أمه، لتقوم بتربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء وتدفعه للعلم والصلاح، وترحل به في سن السادسة عشر إلي مكة للحج، ثم تتركه هناك وترجع ليطلب العلم بلسان قومه، ليرجع البخاري أمير أهل الحديث، ذلك الذي يقول عنه أستاذه: "ليس أحد أفضل منه!".
هذه أمثلة فقط، وما أكثر القصص التي تبين أن دين الإسلام دين يعتني بالمرأة، اعتنى بالمرأة عندما كان الغرب يعتبرها مخلوقا شريرا، أعطى المرأة حقوقها لما كان الغرب يسبلها حقها.. المسلمون ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم كيف يكومون المرأة، وكيف يعطونها حقها، لأنهم لا ينطلقون في التعامل مع المرأة من مبادئ أرضية، ولا رغبات شهوانية، إنما ينطلقون من نصوص الشرع الحكيم، وهدي الإسلام القويم.
الخطبة الثانية
علمنا مما سبق أن المرأة هي ركن رئيس في بناء المجتمعات، وأدركنا اعتناء المسلمين قديما بموضوع المرأة، ولكن كما أن إصلاح المرأة والاعتناء بها هو سبب في الإصلاح، فإن إفساد المرأة هو من أهم أسباب الفساد، بل هو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تدمير المجتمعات، لذلك فقد عمل الغرب على إفساد نساء المسلمين، حتى يسهل عليه السيطرة على المسلمين، وحتى يبقوا المسلمين ضعفاء..
وقد اتبعوا في ذلك أساليب كثيرة، منها:
محاولة تحريف وتغيير النظرة الصحيحة التي ينظرها المسلمون إلى المرأة، إلى النظرة الغربية للمرأة، التي تدعو إلى إعطائها حرية تتجاوز حدود الشريعة، وتدعو إلى ترك الأحكام الشرعية الإسلامية التي تتعلق بالمرأة.
ومن ذلك: حرصهم على نزع الحياء من قلوب بنات المسلمين.. لقد حرنت فاطمة يوما لأن النساء كن لما يمتن يحملن على خشب كالرجال، ويوضع عليها قطعة قماش، حرنت لذلك، واسحت أن تخرج بهذه الطريقة، مع أنها مستورة، ومع أن الميت لا تكليف عليه أصلا.. أي حياء هذا.. وأي حياء الذي ينزع من بناتنا في هذه الأيام.. مفسدون يحرضون البنات على الرقص والدبكة، على الخروج للركض في الماراثونات، في مناظر يتفطر لها القلب، وتدمع لها العين.
تزهيد في الحجاب الشرعي، وذلك عبر قولهم للمرأة: إن الحجاب حرية شخصية، وقرار شخصي.. يريدون بذلك أن يبعدوا عن فكر بناتنا أن الحجاب فريضة قرآنية ربانية.
هل سمعتهم بمثل هذه القصص التي مرت معنا أنها وضعت في المناهج، ودوس في المدارس، لتكون تلك النساء العظيات قدوات لبناتنا؟ لكن يدرسون بناتنا سيرة مثل هدى شعرواي التي خلعت الحجاب، ودعت إلى تحرير المرأة من الفضيلة.
إذا كانوا يظنون أنهم بهذه الطريقة يحمون المرأة فقد ضلوا الطريق.. ها هو الغرب يعاني الآن من طريقته الخاطئة في التعامل مع المرأة، في أمريكا امرأة تغتصب في ٩٨ ثانية.. لماذا؟ أليست أمريكا دولة متقدمة، ألم تصعد إلى القمر؟ أما نحن في بلادنا فلا نجد هذا، مع أننا على تقصير كبير في ديننا، السبب هو ديننا، السبب هو التشريعات العظيمة الإسلامية، التي بدأنا بتركها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق