الجمعة، 19 يناير 2018

(فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)
عناصر الخطبة:
  • الله تعالى ينصر عباده عند شدة البلاء.
  • الواجب التمسك بشريعة الإسلام في الرخاء والشدة.

إن من سنة الله تعالى في خلقه أن يبتلي عباده الصالحين، ليمحص قلوبهم، ويقوي يقينهم، وقد يبتليهم الله تعالى بالمصائب ليختبر إيمانهم… حتى إذا اشتدت عليهم المواقف، وعظهم عليهم الكروب فرج عنهم، ونصرهم على أعدائهم.
وكم في كتاب الله سبحانه، وفي قصص الأنبياء والصالحين، من تلك المشاهد التي يَنزل البلاء فيها على المؤمنين، فلا يكون منهم إلا الصبر والثبات على الدين، ثم ينزل الله عليهم نصره بعد شدة الضيق، وينزل عليهم فرجه في أحلك الظروف والمواقف.
ولنستعرض بعض تلك المشاهد، لنأخذ منها الأمل، ولنحاول أن نعرف ما هي الحال التي كان عليها أولئك الأنبياء.
وما أحوجنا إلى التأمل في تلك المواقف في ظل اشتداد البلاء علينا، وفي ظل استمرار تطاول اليهود وتجبرهم، وقتلهم لنا على مرأى ومسمع من البعيد والقريب، ودون أن يحسبوا حسابا لأحد.
لنتأمل في هذه القصص، ولنلاحظ كيف أن الله تعالى ينصر عباده عند شدة الكرب، وكيف أن النصر ينزل عليهم بعدما يظنون بُعد هذا النصر عنهم، كما قال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).
لنتأمل في قصة نوح عليه الصلاة والسلام، فإنه لما بذل جهده في دعوة قومه وجدالهم، ما وجد من أكثرهم إلا الصد والكبر، فدعا الله سبحانه (أني مغلوب فانتصر)، لقد بذلت جهدي، فانتصر لدينك، فأنت الناصر الحقيقي، لا ناصر غيرك.. فإذا بالنصر الإلهي ينزل، ويسخر الله سبحانه جنوده، فيغرق كل ظالم كافر على هذه الأرض، وينجي عباده المؤمنين.
وها هو نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام يأمره الله بذبح ولده، فيسمع ويطيع لأمره تعالى، ويهم بذبح فلذة كبده، فينزل عليه الفرج وقد أضجع ولده ليذبحه… (فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم).
ولما حطم إبراهيم عليه الصلاة الأصنام التي كان قومه يعبدونها، ليرد إليهم عقولهم التي لوثها الشرك والكفر، أرادوا أن يعاقبوه عليه الصلاة والسلام، فأججوا له النار ليلقوه فيها… وأي بلاء وكرب أعظم من هذا! فما كان جوابه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال: حسبنا الله ونعم الوكيل… فجاء الفرج من ملك الملوك الذي يقول للشيء كن فيكون، وأمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم.
موسى عليه الصلاة والسلام، جادل فرعون الطاغية، ودعاه إلى الله سبحانه، ودعاه إلى ترك المؤمنين من بني إسرائيل وإلى عدم ظلمهم، فما كان من فرعون إلا أن أراد القضاء على موسى ومن معه، فحشد جنوده، وتبع موسى وقومه، حتى كاد يدركهم، ولم يكن أمامهم إلا البحر، وهنا لما (تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون)… وإنه لموقف جلل، فرعون الطاغية القاتل السفاح من خلفهم مع جنوده، وأمامهم البحر، فإلى أين يذهبون، وإلى من يلجؤون؟ أجابهم موسى، فقال لهم: (كلا إن معي ربي سيهدين)، كلا، لا تقولوا ما تقولون ولا تيأسوا، إذا كان فرعون قريبا بجبروته، فإن الله تعالى أقرب بنصره وتأييده… وفي هذا الموقف العصيب يجيء الفرج والنصر، فيأمر الله تعالى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فينشق البحر عن طريق يابسة صالحة للمسير، فينجو موسى وقومه، وينطبق البحر على فرعون وجنوده، ولا يقبل الله منه إيماننا ولا توبة في ذلك الوقت، وتنتهي بذلك قصة ذلك الطاغية، الذي ملأت قصصه المرعبة قلوب الناس.
… محمد ﷺ… وما أكثر المواقف التي جاء فيها نصر الله تعالى له بعدما اشتد الكرب، ومن أعظم هذه المواقف ما حصل معه في هجرته عليه الصلاة والسلام، لما لحق به المشركون، والتجأ إلى الغار مع صاحبه أبي بكر، فجاء الكفار ووقفوا على الغار، فأعمى الله أبصارهم، حتى قال أبو بكر للنبي ﷺ: لو نظر أحدهم إلى موقع قدمه لرآنا، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما».
وفي غزوة الخندق، لما اجتمعت أحزاب الكفر لغزو المدينة، وشكلت جيشا كبيرا حتى تقضي على الإسلام والمسلمين، وأمر النبي ﷺ بحفر الخندق، جاء الكفار وحاصروا المدينة، وصاروا يرمون المسلمين، والمسلمون مرابطون عند الخندق، قد أتعبهم الجوع، ونخر البرد عظامهم، وبلغ الخوف من بعضهم مبلغا كبيرا، وخان اليهود عهدهم، وبث المنافقون الإشاعات، وحاولوا تثبيط العزائم، ولنستمع إلى هذا الوصف القرآني لصعوبة ذلك الموقف، يقول الله تعالى: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا).
وفي خضم هذه الظروف القاسية، والظروف العصيبة، يسلط الله سبحانه الريح الباردة على معسكر الكفار، فتقتلع خيامهم، وتكفأ قدورهم، فيولون مدبرين، ويعودون من حيث أتوا.
فحري بنا أن نعلم أن نصر الله سبحانه آت، وأن الهموم والكروب إذا كثرت، فهي علامة على قرب النصر إن شاء الله.
الخطبة الثانية
إن هذه القصص كثيرة جدا، وإن الله تعالى ينصر ويفرج الكرب عن عباده الصالحين، بعدما يظنون أن النصر بات بعيدا… وهذه القصص كلها يجمع بينها أن أصحابها صدقوا الله تعالى، كانوا أصحاب إيمان راسخ، كان همهم نصرة الدين، وطريقتهم الامتثال والتسليم لأوامر الله تعالى، كانوا عبادا صالحين لله ﷻ في حياتهم كلها، كانوا صادقين في لجوئهم إلى الله عز وجل، لم يطلبوا النصر من غيره، ولا ركنوا إلى ظالم أو كافر.
إن الله تعالى لا ينصر إلا الصادقين الذين يعتصمون بدينه في الرخاء، ويلجؤون إليه في الشدة، كما قال النبي ﷺ لمعاذ: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

أما وإن من الناس من ينابذ الشريعة ويحادها، فإذا كانت مصلحته في مرحلة ما قريبة منها صار من المنادين ببعض مفاهيمها لنيل أغرض معينة، وإن من لم يكن صادقا، ومن تعامل مع الشريعة على حسب حاجته، من دون تسليم وخضوع لها= فكيف سينصره الله تعالى… إن الواجب علينا أن نعود إلى الله سبحانه عودة صادقة، وأن نتمسك بالشريعة الإسلامية، التي فيها عزنا ومجدنا، وألا نكون كأولئك الذين لم يعرفوا الإسلام إلا لمصالحهم، كما قال تعالى عنهم: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون. إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)

الخميس، 4 يناير 2018

إشراقة عز
عناصر الخطبة:
  • أهمية عدم فقدان الأمل.
  • ماذا فعل صلاح الدين الأيوبي؟
  • النصر للإسلام

(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
فإننا في أيامنا الماضية قد شهدنا عدوانا على قدسنا المباركة، اعتداء من سلسلة اعتداءات، وعدوان ضمن حملة عدوان كبيرة تتعرض لها هذه المدينة المقدسة.. لقد اعتدنا على تلقي مثل هذه الضربات والنكسات، وتعودنا على تلقي الأخبار السيئة.. وفي حين أننا لا نملك من أمرنا سوى وسائل بسيطة، لا تمكننا إلا من مجرد التعبير عن غضب قد أنهكته الأيام، وأتت عليه الخيانات المتكررة... هو غضب يحمل في طياته الكثير، لو أنه وجد من يرعاه، لو أنه وجد من يستثمره، لست هنا لأثبط العزائم، ولا لأقتل بقية الأمل، فما كان هذا من هدي النبي ﷺ، وليس هذا هو ما علمنا إياه ديننا، إن دين الإسلام علمنا ألا نفقد الأمل في أحلك الظروف، علمنا أن النور يستطيع أن يشق طريقه في أكوام الظلام تلك.. بل إن في تاريخنا الإسلامي العظيم نماذج كثيرة نهضت فيها الأمة من سباتها، ونفضت عنها غبار الهزيمة.. وحديثنا اليوم إن شاء الله عن نموذج من نماذج هذا النصر، وعن مثال يبين لنا أن النصر ليس ببعيد عنا مهما ساءت الأحوال.. حديثنا عن صلاح الدين الأيوبي.. حديثنا عنه بالذات لأنه عاش ظروفا قريبة من ظروفنا الآن، ولأن هذا الرجل قد حُفر اسمه في قلوب المؤمنين قبل أن يحفر على صخور القدس.. إن صلاح الدين هو مثال من بين عشرات الأمثلة تبين لنا أن هذه الأمة كانت تعنى بصناعة الرجال والقادة، وصلاح الدين كان رجلا بأمّة، لأنه أبهر المسلمين والكافرين، أبهر المسليمن بتوحيدهم بعد شتاتهم، وأبهر الكافرين بشجاعته وقوته، ونبل أخلافه وحسن تعامله. 
لقد استطاع أن يوحد المسلمين، وأن يسترد الشام وفلسطين من أيدي الصليبيين، بعد احتلال قارب المائة عام، لقد خاض أربعا وسبعين معركة في تسعة عشر عاما، التي كانت فترة ولايته على الشام.. 
إننا نقف أمام سيرة رجل من عظماء التاريخ، أمام شخصية يطول الحديث عنها جدا، لكننا سوف نتحدث عن أمرين فقط من حياته، عن ظروفه التي نشأ فيها، وعن طريقته التي سار عليها إلى النصر المبين..
أما الظروف التي عاشها صلاح الدين فقد كانت من أسوأ أحوال أمة الإسلام، في ذلك الوقت كانت هناك دول كثيرة  مختلفة للمسلمين، في الشام وغيرها من بلاد المسلمين كان في كل مدينة دولة، لها سلطانها وحاكمها، كان في دمشق دولة، وفي حلب دولة، وفي بعلبك دولة، وفي حماة دولة، وفي الموصل دولة، وفي سنجار -التي هي بجانب الموصل- دولة، وفي بانياس دولة.. في كل دولة أمير أو ملك.
أضف إلى ذلك أنه كانت قد دهمت العالم الإسلامي في ذلك الوقت حملتان صليبيتان كبيرتان جدا، كانت لهم في القدس مملكة، وكان لهم تواجد في طرابلس، ويافا وغيرها.. لقد عاش ظروفا شيبهة بظروفنا، لكن ما الذي فعله ليغير واقعه، ولينهض بهذه الأمة؟
لننظر أولا إلى شخصيته، لقد نشأ صلاح الدين نشأة إيمانية، تربى على القرآن، وعلى حب سنة النبي ﷺ، كان يحب أن يسمع القرآن وأحاديث النبي ﷺ، حتى سمع مرة مجموعة من الأحاديث وهو واقف بين الصفين في المعركة.. كان محبا للمسلمين متواضعا لهم، معظما لأهل العلم، حتى كانوا خاصته ومستشاريه، وكان إذا نزل بلدا دعا علماءه، وكان يأخذ أولاده ويذهب إلى من لا يأتيه من العلماء، لقد كان محافظا على صلاة الجماعة دائم قيام الليل، يلتجئ إلى الله سبحانه كلما نزل به أمر خطير، وكان يدعو الله ويقول: "إلهي! قد انقطعت أسبابي الأرضية في دينك ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل".
بمثل هذه الشخصية انطلق صلاح الدين في تعامله مع قضايا المسلمين، بمثل هذه الشخصية حدد صلاح الدين أولوياته، وعرف صديقه من عدوه.. لم يكن صلاح الدين مفتونا بحب أعدائه، ولا متشبها بثقافتهم، لم يبث ثقافة الغرب بين المسلمين، ولم يدع إلى فهم حديث للدين، ولا دعا لإلغاء تطبيق الشريعة والحدود، ولم ينكر السنة، ولم يحتفل بأعياد النصارى، ولم يتقارب مع الشيعة.. لقد علمه إيمانه أن يحمل همَّ القدس، مع أنه ليس عربيا، حتى قال بهاء الدين بن شداد واصفًا صلاح الدين: "كان -رحمه الله- عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". وقال أيضًا: "وهو كالوالدة الثكلى، يجول بفرسه من طلب إلى طلب، ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي: يا للإسلام، وعيناه تذرفان بالدموع.."، وكان يقول: "كيف يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام وبيت المقدس بأيدي الصليبيين؟!!"
لقد علمه إيمانه -وقبله ونور الدين زنكي- أن يوحد تلك الممالك والدول التي كانت بالشام، وعلمه أن يقضي على الوجود الشيعي الفاطمي في مصر، وانتدب العلماء والدعاة ليحافظ على سنية أهل مصر، وبنى لأجل ذلك مدرستين..
لقد كان محبا للجهاد، قائدا شجاعا لا يهاب، مضى في طريقه مسرعا ينتقل من معركة إلى معركة، وكأنه يتمثل قول الشاعر:
ونحن أناس لا توسط عندنا/ لنـا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا/ومن خطب الحسناء لم يغله المهر
لقد أخذ بالأسباب المادية، فكان حريصا جدا على صنع المجانيق والأسوار والخنادق.. قهر بني عبيد ومحى دولتهم، وفي سنة (٥٨٣هـ) فتح طبرية، ثم كانت وقعة حطين بينه وبين الصليبيين، وكانوا أربعين ألفًا، فجعل عيون الماء خلفه ليمنعهم من الوصول إلى الماء، ثم أشعل النار ليصل الدخان إليهم ليزيد من عطشهم، وأجبرهم على النزول إلى المكان الذي يريده للقتال، فهزمهم بإذن الله تعالى، وقضى على أغلب جيشهم، وأسر ملوكهم، ثم بادر فأخذ عكا، وبيروت، وسار فحاصر القدس وَجَدَّ في ذلك، فأخذها بالأمان، في ٢٧ رجب عام ٥٨٣هـ. 
هذا هو صلاح الدين، وهذا جزء يسير من سيرته، لم يكن معجزة، ولم يكن الوحيد في أمة الإسلام، بل إن أمة الإسلام أنجبت مثله الكثير،وهي قادرة على إنجاب غيره بإذن القوي العزيز.

الخطبة الثانية
إن مثل هذه القصص تؤكد لنا الحقيقة الذي ذكرتها لنا النصوص، وهي أن الله سبحانه ينصر عباده المؤمنين إن هم أخذوا بأسباب النصر.. إن نصوص الشريعة قد علمتنا دائما أن الأمل قريب رغم صعوبة الظروف، ألم تسمعوا قول الله تعالى وهو يخاطب المؤمنين بعد تلك الهزيمة: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) في آيات تواسي المؤمنين، وتذكر لهم حكما عديدة مما حل بهم.. كان النبي ﷺ يبث في أصحابه الأمل دائما، ويبشرهم بالبشريات العظيمة في أصعب المواقف، ها هو عليه الصلاة والسلام يبشر خباب بن الأرت وأصحابه لما شكوا له ظلم قريش وتعذيبها لهم فيقول ﷺ: «والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون»، ولما اجتمعت أحزاب الكفار حول المدينة وحاصرتها، وحفر المسلمون الخندق، استعانوا بالنبي ﷺ على صخرة أعيتهم، فأخذ عليه الصلاة والسلام الفأس، وضربها ضربه فذهب ثلثها فقال ﷺ: «الله أَكْبَرُ فُتِحَتْ فَارِسُ»، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَال: «الله أكبر فُتِحَتِ الرُّومُ»، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَال: «الله أَكْبَرُ وَجَاءَ الله بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا». وما أكثر الأحاديث التي تبشر بانتصار الإسلام وتعلمنا أن هذا الأمر حتمي لا جدال فيه، وما علينا إلا أن نتحرك ونصلح أنفسنا ونأخذ بالأسباب، والله تعالى ناصرنا، قال ﷺ: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر».